فصل: قال ابن عطية في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والتقدير: الذي هو في السماء إله.
والمجروران يتعلقان بـ {إله} باعتبار ما يتضمنه من معنى المعبود لأنه مشتق من ألَهَ، إذا عبَد فشابه المشتق.
وصح تعلق المجْرور به فتعلقه بلفظ إله كتعلق الظرف بغِربال وأقوى من تعلق المجرور بكانون في قول الحطيئة يهجو أمه من أبيات:
أغِرْبالًا إذا استُودِعْتِ سِرًّا ** وكَانُونًا على المتحدّثينا

{إله وَهُوَ الحكيم}.
بعد أن وصف الله بالتفرد بالإلهية أُتبع بوصفه بـ {الحكيم العليم} تدقيقًا للدليل الذي في قوله: {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله}، حيث دل على نفي إلهية غيره في السماء والأرض واختصاصه بالإلهية فيهما لما في صيغة القصر من إثبات الوصف له ونفيه عمن سواه، فكان قوله: {وهو الحكيم العليم} تتميمًا للدليل واستدلالًا عليه، ولذلك سميناه تدقيقًا إذ التدقيق في الاصطلاح هو ذكر الشيء بدليللِ دليله وأما التحقيق فذكرُ الشيء بدليله لأن الموصوف بتمام الحكمة وكمال العلم مستغن عما سواه فلا يحتاج إلى ولد ولا إلى بنت ولا إلى شريك.
{وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85)}.
عطف على {سبحان ربّ السموات والأرض} [الزخرف: 82]، قصد منه إتباع إنشاء التنزيه بإنشاء الثناء والتمجيد.
و{تبارك} خبر مستعمل في إنشاء المدح لأن معنى {تبارك} كان متصفًا بالبَركة اتصافًا قويًا لما يدل عليه صيغة تفَاعَل من قوة حصول المشتق منه لأن أصلها أن تدل على صدور فعل من فاعلين مثل: تقاتل وتمارى، فاستعملت في مجرد تكرر الفعل، وذلك مثل: تسامى وتعالى.
والبركَة: الزيادة في الخير.
وقد ذكر مع التنزيه أنه رب السماوات والأرض لاقتضاء الربوبية التنزيهَ عن الولد المسوق الكلام لنفيه، وعن الشريك المشمول لقوله: {عما يصفون} [الزخرف: 82]، وذُكر مع التبريك والتعظيم أن له مُلك السماوات والأرض لمناسبة الملك للعظمة وفيْضضِ الخير، فلا يَرِيبك أنَّ {ربِّ السماوات والأرض} [الزخرف: 82] مغنٍ عن {الذي له مُلك السماوات والأرض}، لأن غرض القرآن التذكير وأغراضُ التذكير تخالف أغراض الاستدلال والجدل، فإن التذكير يلائم التنبيه على مختلف الصفات باختلاف الاعتبارات والتعرض للاستمداد من الفضل.
ثم إنّ صيغة {تبارك} تدل على أن البركة ذاتية لله تعالى فيقتضي استغناءه عن الزيادة باتخَاذِ الولد واتخاذِ الشريك، فبهذا الاعتبار كانت هذه الجملة استدلالًا آخر تابعًا لدليل قوله: {سبحان رب السموات والأرض رب العرش عما يصفون} [الزخرف: 82].
وقد تأكد انفراده بربوبية أعظم الموجودات ثلاث مرات بقوله: {رب العرش} [الزخرف: 82] وقوله: {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله} [الزخرف: 84] وقوله: {الذي له ملك السموات والأرض وما بينهما}.
فكم من خصائص ونكت تنهالُ على المتدبر من آيات القرآن التي لا يحيط بها إلا الحكيم العليم.
ولما كان قوله: {الذي له ملك السموات والأرض} مفيدًا التصرف في هذه العوالم مدة وجودها ووجودِ ما بينها أردفه بقوله: {وعنده علم الساعة وإليه ترجعون} للدلالة على أن له مع ملك العوالم الفانية مُلك العوالم الباقية، وأنه المتصرف في تلك العوالم بما فيها بالتنعيم والتعذيب، فكان قوله: {وعنده علم الساعة} توطئة لقوله: {وإليه ترجعون} وإدماجًا لإثبات البعث.
وتقديم المجرور في {إليه ترجعون} لقصد التقوّي إذ ليس المخاطبون بمثبتين رُجْعَى إلى غيره فإنهم لا يؤمنون بالبعث أصلًا.
وأما قولهم للأصنام {هؤلاء شفعاؤنا عند الله} [يونس: 18] فمرادهم أنهم شفعاء لهم في الدنيا أو هو على سبيل الجدل ولذلك أتبع بقوله: {ولا يملك الذين يَدْعُون من دونه الشفاعة} [الزخرف: 86].
وقرأ الجمهور {ترجعون} بالفوقية على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب للمباشرة بالتهديد.
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي بالتحتية تبعًا لأسلوب الضمائر التي قبله، وهم متفقون على أنه مبني للمجهول.
{وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86)}.
لما أنبأهم أن لله ملكَ السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة أعلمهم أن ما يعبدونه من دون الله لا يقدر على أن يشفع لهم في الدنيا إبطالًا لزعمهم أنهم شفعاؤهم عند الله.
ولما كان من جملة من عُبدوا دون الله الملائكة استثناهم بقوله: {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} أي فهم يشفعون، وهذا في معنى قوله: {وَقالوا اتخذ الرحمن ولدًا سبحانه بل عبادٌ مكرمون} [الأنبياء: 26] ثم قال: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} وقد مضى في سورة الأنبياء (28).
ووصف الشفعاء بأنهم شَهِدوا بالحق وهم يعلمون أي وهم يعلمون حال من يستحق الشفاعة.
فقد علم أنهم لا يشفعون للذين خالف حالهم حال من يشهد لله بالحق.
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقولنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87)}.
بعد أن أمعن في إبطال أن يكون إله غير الله بما سِيق من التفصيلات، جاء هنا بكلمة جامعة لإبطال زعمهم إلهية غير الله بقوله: {ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله} أي سألتهم سؤال تقرير عمن خلقهم فإنه يُقرّون بأن الله خلقهم، وهذا معلوم من حال المشركين كقول ضِمام بن ثعلبة للنبيء صلى الله عليه وسلم «أسألك بربّك وربّ من قبلك آلله أرسلك» ولأجل ذلك أُكِّد إنهم يقرون لله بأنه الخالق فقال: {ليقولن الله}، وذلك كاففٍ في سفاهة رأيهم إذ كيف يكون إلها من لم يخلق، قال تعالى: {أفمن يخلق كمَن لا يخلق أفلا تذكرون} [النحل: 17].
والخطاب في قوله: {سألتهم} للنبيء صلى الله عليه وسلم ويجوز أن يكون لغير معيّن، أي إن سألهم من يتأتى منه أن يسأل.
وفرع على هذا التقرير والإقرار الإنكارُ والتعجيبُ من انصرافهم من عبادة الله إلى عبادة آلهة أخرى بقوله: {فأنى يؤفكون}.
و(أنّى) اسم استفهام عن المكان فمحله نصب على الظرفية، أي إلى أيِّ مكان يصرفون.
و{يؤفكون} يُصْرَفون: يقال: أفكَه عن كذا، يأفِكه من بابْ ضَرب، إذا صرفه عنه، وبُني للمجهول إذ لم يصرفهم صارف ولكن صرفوا أنفسهم عن عبادة خالقهم، فقوله: {فأنى يؤفكون} هو كقول العرب: أين يُذهَب بك، أي أين تذهب بنفسك إذ لا يريدون أن ذاهبًا ذهب به يسألونه عنه ولكن المراد: أنه لم يذهب به أحد وإنما ذهب بنفسه.
{وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (88)}.
القيل مصدر قال، والأظهر أنه اسم مراد به المفعول، أي المقول مثل الذِبح وأصله: قول، بكسر القاف وسكون الواو والمعنى: ومقوله.
والضمير المضاف إليه: (قيل) ضمير الرسول صلى الله عليه وسلم بقرينة سياق الاستدلال وَالحجاججِ من قوله: {قل إن كان للرحمن ولدٌ فأنا أول العابدين} [الزخرف: 81]، وبقرينة قوله: {يا رب} وبقرينة أنه قال: {إن هؤلاء قوم لا يؤمنون} وبقرينة إجابته بقوله: {فاصفح عنهم وقلْ سلام} [الزخرف: 89]، والأولى أن يكون ضمير الغائب التفاتًا عن الخطاب في قوله: {ولئن سألتهم من خلقهم} [الزخرف: 87]، فإنه بعد ما مضى من المحاجّة ومن حكاية إقرارهم بأن الله الذي خلقهم، ثم إنهم لم يتزحزحوا عن الكفر قيد أنملة، حصل اليأس للرسول من إيمانهم فقال: {يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون} التجاء إلى الله فيهم وتفويضًا إليه ليجري حكمه عليهم.
وهذا من استعمال الخبر في التحسر أو الشكاية وهو خبر بمعنى الإنشاء مثل قوله تعالى: {وقال الرسول يا ربّ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا} [الفرقان: 30]، أي لم يعملوا به فلم يؤمنوا، ويؤيّد هذا تفريع {فاصفَح عنهم} [الزخرف: 89]، ففي ضمير الغيبة التفات لأن الكلام كان جاريًا على أسلوب الخطاب من قوله: {ولئن سألتهم من خلقهم} [الزخرف: 87] فمقتضى الظاهر: وقولكَ: يا ربّ الخ.
ويحسِّن هذا الالتفات أنه حكاية لشيء في نفس الرّسول فجعل الرسول بمنزلة الغائب لإظهار أن الله لا يهمل نداءه وشكواه على حدّ قوله تعالى: {عبس وتولّى} [عبس: 1].
وإضافة القيل إلى ضمير الرسول مشعرة بأنه تكرر منه وعرف به عند ربّه، أي عُرف بهذا وبما في معناه من نحو {يا ربّ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا} وقوله: {حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه مَتَى نصر الله} [البقرة: 214].
وقرأ الجمهور {وقيلَه} بنصب اللام على اعتبار أنه مصدر نُصب على أنه مفعول مطلق بَدل من فعله.
والتقدير: وقال الرسول قيلَه، والجملة معطوفة على جملة {ولئن سألتهم من خلقهم} [الزخرف: 87] أو على جملة {فأنى يؤفكون} [الزخرف: 87]، أي وقال الرسول حينئذٍ يا ربّ الخ.
ونظيره قول كعب بن زهير:
تمشي الوشاة جنابيْها وقيلَهم ** إنك يا بنَ أبي سُلْمى لمقتول

على رواية (قيلَهم) ونصبه، أي ويقولون: قيلهم وهي رواية الأصمعي.
ويجوز أن يكون النصب على المفعول به لقوله: {لا نَسْمَع} [الزخرف: 80]، والتقدير: بلى ونعلم قِيلَه وهذا اختيار الفراء والأخفش، وقال المبرد والزجاج: هو منصوب بفعل مقدر دل عليه قوله: {وعنِده علم الساعة} [الزخرف: 85] أي ويعلم قيله.
وقرأ عاصم وحمزة بجرّ لام {قيلِه} ويجوز في جرّه وجهان:
أحدهما: أن يكون عطفًا على {الساعة} في قوله: {وعنده علم الساعةِ} [الزخرف: 85] أي وعلمُ قيللِ الرسول: يا ربّ، وهو على هذا وعد للرسول بالنصر وتهديد لهم بالانتقام.
وثانيهما: أنْ تكون الواو للقسم ويكون جواب القسم جملة {إن هؤلاء قوم لا يؤمنون} على أن الله أقسم بقول الرسول: يا ربّ، تعظيمًا للرسول ولقيله الذي هو تفويض للرب وثقة به.
ومقول {قيله} هُو {يا رب} فقط، أي أُقسم بندَاء الرسول ربَّه نداءَ مضطر.
وذكر ابن هشام في (شرح الكَعبية) عن أبي حاتم السجستاني: أن مَن جرّ فقوله بظن وتخليط، وأنكره عليه ابن هشام لإمكان تخريج الجرّ على وجه صحيح.
وقد حذف بعد النداء ما نودي لأجله مما دل عليه مقام من أعيته الحيلة فيهم ففوض أمره إلى ربّه فأقسم الله بتلك الكلمة على أنهم لا يؤمنون ولكن الله سينتقم منهم فلذلك قال: {فسوف تعلمون} [الزخرف: 89].
والإشارة بـ {هؤلاء} إلى المشركين من أهل مكة كما هي عادة القرآن غالبًا ووصفهم بأنهم قوم لا يؤمنون، أدل على تمكن عدم الإيمان منهم مِن أن يقول: هؤلاء لا يؤمنون.
{فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)}.
الفاء فصيحة لأنها أفصحت عن مقدر، أي إذْ قلتَ ذلك القيل وفوضتَ الأمر إلينا فسأتَولى الانتصاف منهم فاصفح عنهم، أي أعرض عنهم ولا تحزن لهم وقل لهم إن جادلوك: {سلامٌ}، أي سلمنا في المجادلة وتركناها.
وأصل {سلام} مصدر جاء بدلًا من فعله.
فأصله النصب، وعدل إلى رفعه لقصد الدلالة على الثبات كما تقدم في قوله: {الحمد لله ربّ العالمين} [الفاتحة: 2].
يقال: صَفح يصفح من باب منع بمعنى: أعرضَ وترك، وتقدم في أول السورة {أفنضربُ عنكم الذكر صفحًا} [الزخرف: 5] ولكن الصفح المأمور به هنا غير الصفح المُنكَر وقوعُه في قوله: {أفنضرب عنكم الذكر صَفحًا}.
وفرع عليه {فسوف تعلمون} تهديدًا لهم ووعيدًا.
وحذف مفعول {تعلمون} للتهويل لتذهب نفوسهم كل مذهب ممكن.
وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر ورَوْح عن يعقوب {تعلمون} بالمثناة الفوقية على أن {فسوف تعلمون} مما أمر الرسول بأن يقوله لهم، أي وقل سوف تعلمون.
وقرأه الجمهور بياء تحتية على أنه وعد من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بأنه منتقم من المكذبين.
وما في هذه الآية من الأمر بالإعراض والتسليم في الجدال والوعيد ما يؤذن بانتهاء الكلام في هذه السورة وهو من براعة المقطع. اهـ.

.قال ابن عطية في الآيات السابقة:

{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74)}.
لما ذكر تعالى حال أهل الجنة وما يقال لهم، عقب ذلك بذكر حال الكفرة من الخلود في النار ولتتضح الأمور التي منها النذارة، والمجرمون في هذه الآية: الكفار، بدليل الخلود وما تتضمنه الألفاظ من مخاطبة مالك وغيره. والملبس: المبعد اليائس من الخيرة، قاله قتادة وغيره.
وقرأ ابن مسعود: {وهم مبلسون} أي في جهنم.
وقوله تعالى: {وما ظلمناهم} أي ما وضعنا العذاب فيمن لا يستحقه، ولكن هم ظلموا في أن وضعوا العبادة فيمن لا يستوجبها وضعفوا الكفر والتفريط في جنب الله تعالى.
وقرأ الجمهور: {كانوا هم الظالمين} على الفصل. وقرأ ابن مسعود: {هم الظالمون} على الابتداء والخبر، وأن تكون الجملة خبر {كان}.
ثم ذكر تعالى عن أهل النار أنهم ينادون مالكًا خازن النار، فيقولون على معنى الرغبة التي هي في صيغة الأمر {ليقض علينا ربك} أي ليمتنا مرة حتى يتكرر عذابنا.
وقرأ النبي عليه السلام على المنبر: {يا مالكٍ} بالكاف، وهي قراءة الجمهور. وقرأ ابن مسعود ويحيى والأعمش: {يا مال} بالترخيم، ورويت عن علي بن أبي طالب، ورواها أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والقضاء في هذه الآية بمعنى الموت، كما قال تعالى: {فوكزه موسى فقضى عليه} [القصص: 15] وروي في تفسير هذه الآية عن ابن عباس أن مالكًا يقيم بعد سؤالهم ألف سنة، وقال نوف: مائة سنة، وقيل: ثمانين سنة. وقال عبد الله بن عمر: وأربعين سنة، ثم حينئذ يقول لهم: {إنكم ماكثون}.
وقوله: {لقد جئناكم} الآية، يحتمل أن يكون من قول مالك لأهل النار، ويكون قوله: {جئناكم} على حد ما يدخل أحد جملة الرئيس كناية عن نفسه في فعل الرئيس فيقول غلبناكم وفعلنا بكم ونحو هذا، ثم ينقطع كلام مالك في قوله: {كارهون} ويحتمل أن يكون قوله: {جئناكم} من قول الله تعالى لقريش بعقب حكاية أمر الكفار مع مالك، وفي هذا توعد وتخويف فصيح، بمعنى انظروا كيف تكون حالكم، ثم تتصل الآية على هذا بما بعدها من أمر قريش.
وقوله تعالى: {أم أبرموا أمرًا} من أمور كفرهم وتدبيرهم على عهد محمد صلى الله عليه وسلم كما فعلوا في اجتماعهم على قتله في دار الندوة إلى غير ذلك، و: {أم} في هذه الآية: المنقطعة.